جاك أرثر

جاك آرثر

التزام جاك آرثر الذي لا يتزعزع نحو الرب مازال يؤثر على حياة عدد لا حصر له من الناس من خلال خدمته الأمينة والقوية للرب يسوع المسيح، ولخدمات الوصية الدولية. دعوة الله على حياة جاك بدأت في وقت مبكر من العمر، حين أنه قد تربى على يد جده في مزرعته التي كان يملكها في ولادية إنديانا الأمريكية، ومنذ وقت مبكر بدأ جاك يسمع لصوت الله وهو يهمس إلى قلبه.
بعد خمسة أيام من التخرج من المدرسة الثانوية عام 1944، انضم جاك لسلاح البحرية. نقل الله جاك مرتين من سفينتين تم تدميرهما فيما بعد في أثناء الحرب. يد الله المقتدرة كانت على حياة جاك بكل وضوح.
بعد هذا قضى جاك بضعة أشهر في جامعة Purdue دون أن يشعر باتجاه واضح عليه أن يسلكه في حياته المهنية، وترك الكلية ليرجع لمزرعة العائلة. في عام 1953 وبعد أن جرب نفسه في العديد من الوظائف، وبتشجيع من أستاذه في مدرسة الأحد، ذهب جاك إلى جامعة Temple في تينيسي حيث صارت دعوة الله له للعمل المرسلي واضحة وأكيدة. أثناء سنوات دراسته في الجامعة كانت أخلاقيات جاك وإحساسه الجيد بالأعمال خير عون له. لقد عمل كمدير لمقهى ومكتبة بيع الكتب في الجامعة (Happy Corner) في البداية بدوام جزئي ثم بدوام كامل بينما كان لايزال طالبًا. كما أنه كان يسرع في توصيل مرشديه الروحيين د. ويجل ود. ماشبورن في سفرياتهما وجولاتهما الوعظية والتعليمية، وكان يسافر معهما إلى كوبا، وغرب الإنديز، والمكسيك، والكاريبي.
في الليلة التي تخرج فيها جاك من جامعة Temple في تينيسي في عام 1956، قاد سيارته عائدًا إلى إنديانا، وباعها واستخدم المال لشراء تذكره للذهاب إلى أفريقيا. بعد أن ودع جده وجدته، بدأ المغامرة التي قادته فيما بعد لخدمة  في 70 دولة مع خدمة The Pocket Testament League لمدة 10 سنوات.
استخدم الله حماس جاك للخدمة ليدعو الكثيرين لتكريس حياتهم للعمل المرسلي حين كان يتحدث في اجتماعات جامعة Temple في تينيسي. في واحدة من تلك الزيارات “في الوطن” التقى جاك بأرملة شابة لديها ابنان، تعرفت على الرب منذ عامين، وكانت تريد أن تصبح مرسلة- وبينما كانت تدرس في الجامعة، قال لها الرب أنها ستتزوج “جاك آرثر”. حتى تلك “الليلة” كل ما كانت كاي تعرفه هو صورة جاك الموضوعة على بطاقة تشجع على الصلاة من أجله.
لم يدرك كلاهما أن الرب كانت لديه خطة. وبينما كانا يخدمان الرب كمرسلين مستقلين في المكسيك لثلاث سنوات ونصف، أعطى الله جاك وكاي ابنًا، هو ديفيد لي آرثر. وقد أسمياه ديفيد لأنهما كانا يريدانه أن يصبح رجلا “بحسب قلب الله” وقد كان! حين أجبر جاك وكاي على مغادرة المكسيك بسبب مرض قلبي بدأت كاي تعاني منه، لم يدركا أن الرب كان يخطط لخدمة ستصل لبلدان كثيرة تتجاوز المكسيك وإلى 150 دولة و70 لغة- لكن في وقته وبطريقته.
بعد العودة إلى شاتانوجا، صار جاك مديرًا لمحطة إذاعية، وبدأت كاي بناء على طلب من الكنيسة في تعليم الكتاب المقدس للشباب في البيت. تنامت خدمة الطلبة لأعداد كبيرة بينما كانوا يصلون لمكان يلتقون فيه، وضع الله على قلبهم أن يلتقوا في “مزرعة”، وهو ما حدث. 32 فدان على بعد خمسة دقائق من المطار، حيث يمكن للناس أن يأتوا من كل أنحاء العالم. بينما بدأت الخدمة تتوسع من مجرد خدمة درس كتاب للشباب، بدأت تصل للبالغين، والكبار، والأطفال،  وجميع الجياع لتعلم كلمة الله ودراستها بأنفسهم، وصار حمل الخدمة كبيرًا جدًا، وفي عام 1970 ترك جاك محطة الإذاعة، وبدأ يعمل بدوام كامل في الخدمة. بدأت المباني في الارتفاع، ولم يشعر جاك بالسعادة في حياته مثلما كان يشعر في هذا الوقت الذي ساهم فيه في الإشراف على المباني ، أو حين كان يركب الجرار، أو يقص الحشيش. اليوم صارت تلك الخدمة معروفة باسم خدمات الوصية الدولية Precept Ministries International وصارت موجودة بهدف ترسيخ وتثبيت الناس في كلمة الله. يا لها من قصة مذهلة- وشهادة على أمانة الله في حياة خادم أمين. في مارس 2016 سيبلغ جاك التسعين من العمر.